أخبار وتقارير

لجنة التحقيق في سقوط طائرة السوخواي تحمل الشركة المصنعة المسؤولية وترجع السبب إلى خلل فني

يمنات – الأولى

حمل تقرير أعدته لجنة عسكرية يمنية, ضمت خبيرين روسيين, الشركة الروسية المصنعة لطائرات السوخواي مسؤولية سقوط طائرة "سوخواي 22" روسية الصنع, بالعاصمة صنعاء, في 19 فبراير الماضي, وأدت إلى مقتل طيارها, ونحو 12 وإصابة نحو 14 مدنياً.

قال لـ "الشارع" مصدر عسكري رفيع في القوات الجوية إن اللجنة قالت, في تقرير انتهت من إعداده أمس الأحد, وسلمته لقيادة القوات الجوية, إن الطائرة سقطت بسبب "خلل فني في مؤخرتها, وتحديداً في قلابيها (الدفات)", مشيراً إلى أن اللجنة مكونة من ضباط وطيارين من القوات الجوية, وضباط من وزارة الدفاع, وخبيرين عسكريين روسيين, وصلا منذ 5 أيام الى اليمن للمشاركة في التحقيقات حول سقوط الطائرة.

وأوضح المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, كونه غير مخول بالحديث حول هذا الموضوع, أن تقرير اللجنة رجح أن يكون "القلاب الأيسر للطائرة هو الذي لم ينفتح , وأدى إلى ميلان الطائرة 180 درجة إلى اليسار, وسقوطها, لأن الطيار لم يتمكن من السيطرة عليها إذ كان ارتفاعها منخفضاً (480 متراً) وسرعتها كانت بطيئة, لأنها كانت على وشك الهبوط".

وأكد المصدر أن التقرير حمل الشركة المصنعة مسؤولية السقوط, متوقعاً أن تطالبها اليمن بتعويض. ويأتي ذلك بعد نحو أسبوع من تحميل قيادة القوات الجوية قائد الطائرة مسؤولية السقوط وتولت اللجنة التحقيق في ملابسات حادث سقوط الطائرة مستعينة بالصندوق الأسود, وفحص حطام الطائرة.

وافاد المصدر: "التقرير يؤكد أن الطائرة كانت على علو منخفض (480 متراً) وسرعتها كانت بطيئة, لأنها كانت على وشك الهبوط, وهو الأمر الذي صعب على الطيار محاولة السيطرة عليها, عندما فتح قلابيها (للطائرة قلاب أيمن وآخر أيسر يفتحان عند الإقلاع والهبوط) تمهيداً للهبوط فانفتح واحد فيما الثاني لم ينفتح, ما أدى الى سقوطها", وقال المصدر إن التقرير أكد أن "الطائرة لو كانت مرتفعة, وغير جاهزة للهبوط, لكان الطيار تمكن من التحكم بها".

وأشار المصدر الى أن توقف أي من قلابي الطائرة يؤدي الى انحرافها ثم سقوطها إذا كانت قريبة من الأرض.

وطبقاً للمصدر, فقد قال إن "الشركة الروسية المصنعة تتحمل مسؤولية الخلل الفني, لا سيما وأنه تم, قبل نحو 5 أشهر, تجريب الطائرة التي سقطت, وصيانتها, وإعادة إعمارها من قبل مصنع الشركة المصنعة في روسيا.

وما زالت الطائرة تحت الضمان, لأنه لم يكن قد مضى عليها في الطيران, منذ إعادة تجديدها سوى نحو 46 ساعة فقط لا غير, ما يعني أنها ما زالت تحت الضمانة".

وقال المصدر: "إعادة إعمار الطائرة يتم عبر تفكيكها ووضعها في صناديق, وإرسالها الى الشركة المصنعة حيث يجرى استبدال محركاتها والقطع التي أصبحت خارج الخدمة, ثم تعاد بصناديق الى اليمن مع خبراء, من الشركة المصنعة يقومون بتركيبها وينفذون بها أولى عمليات الطيران".

 

وأضاف المصدر: "الضمانات تختلف فهناك ضمانات تتراوح بين 1200 و2000 ساعة طيران, وأحياناً تكون مدة الضمانة عاماً كاملاً.

وأوضح المصدر أنه تم إعادة تأهيل طائرة السوخواي عبر شركة وسيطة تعاقدت معها وزارة الدفاع للقيام بالمهمة, مشيراً الى أن اسم هذه الشركة (لتس. سبتس. أكسبورت) ومقرها مدينة ريغا, عاصمة جمهورية لاتفيا, التي أستقلت عن الاتحاد السوفييتي عام 91, وتقع في منطقة بحر البلطيق, في أوروبا الشمالية.

وذكر المصادر أن المصنع الذي تم فيه إعادة تأهيل طائرة السوخواي التي سقطت يقع في عاصمة روسيا البيضاء.

وكانت هذه الطائرة سقطت ظهر الثلاثاء الموافق 19 فبراير في "حي الزراعة" بالعاصمة صنعاء ملحقة أضرار بأربعة منازل.

وفي 23 فبراير الماضي, أعلنت قيادة القوات الجوية, بشكل مفاجئ خلال زيارة مفاجئة قام بها, إليها رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, أن سبب سقوط الطائرة "خلل فني", محملة قائد الطائرة مسؤولية ذلك السقوط.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن الرئيس هادي استمع, خلال زيارته تلك "من قائد القوات الجوية والدفاق الجوي, اللواء طيار ركن راشد ناصر الجند, وعدد من القادة المتخصصين, الى إيضاحات بيانية حول الحادثة وطبيعة الجاهزية دائما وملابسات وقوعه وبيان فحص الصندوق الاسود الذي أكد وقوع خطأ فني فادح تسبب به الشهيد الطيار أدى الى سقوط الطائرة المفاجئ.

وأضافت: "وتطرقوا في أحاديثهم الى طبيعة الفحص الدائم واستعدادات الطواقم, مشيرين الى أن هناك طاقما فنيا لكل طائرة ولا يسمح لها بالإقلاع إلا بعد ذلك الفحص كما ويتم (قضاء) مئات الساعات من أجل التدريب والتأهيل وبحسب ما هو محدد علميا وأكاديميا".

يومها, استغرب مصدر عسكري رفيع, في تصريح أدلى به لـ "الشارع" استعجال السلطات اليمنية في إعلان نتائج تحقيق الفريق اليمني وصول الخبراء العسكريين الروس الذين طلبت اليمن وصولهم الى صنعاء للتحقيق في حادثة سقوط هذه الطائرة.

وقال المصدر: "هذا أسرع تحقيق في سقوط طائرة, إذ أنجز خلال أربعة أيام فقط واكتفت السلطات الرسمية بالمحققين اليمنيين, رغم المعلومات التي تقول إن الخبراء, الروس طلبوا للتحقيق في حادثة السقوط, لأن الطائرة التي سقطت تم شراؤها من روسيا علم 2010, ومازالت تحت التأمين, وإذا كان السبب خللاً فنياً فمن حق اليمن مطالبة الشركة المصنعة بتعويض".

وأضاف: "من الواضح أن السلطات اليمنية أبدت حرصا على إغلاق ملف سقوط طائرة أكثر من اهتمامها بسقوط طائرة الانتينوف, ومن غير المعروف سبب حرص السلطات على إغلاق ملف سقوط طائرة السوخواي, لكن يبدو أن هناك ما يدعوها الى تجنب التحقيق في الأمر, وهناك المنظمة العالمية المسؤولة عن الخطوط الجوية العالمية ضروري تطالب بمعرفة نتائج التحقيق بما يمكنها من تقييم الطيران فوق العاصمة اليمنية".

ورجح المصدر أن تكون زيارة هادي الى القاعدة الجوية من أجل تقرير سقوط الطائرة, ومن أجل تفقد جاهزية القوات الجوية, التي قال إن الرئيس "سيحتاجها خلال الفترة القادمة" دون أن يكشف أي تفاصيل عن ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى